المغرب تصنع سيارة كل دقيقة.. ما الذي تحتاجه مصر لتصبح مثلها؟

المغرب تصنع سيارة كل دقيقة.. ما الذي تحتاجه مصر لتصبح مثلها؟

سيارة كل دقيقة".. هكذا تُصنع السيارات في المغرب حاليًا، بينما تعجز مصر، التي كانت رائدة في هذا المجال، عن تحقيق هدفها لهذا العام المتمثل في تصنيع 500 ألف سيارة للعام الثاني على التوالي. فما هي الأسباب التي جعلت تجربة المغرب تتفوق، ولماذا لا تزال صناعة السيارات المصرية تراوح مكانها؟ وما الذي تحتاجه مصر لتصبح مثل المغرب؟

المغرب ومصر وصناعة السيارات

شهدت صناعة السيارات في المغرب نموًا ملحوظًا خلال العقدين الماضيين، حيث تحولت البلاد إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات، وأصبحت هذه الصناعة موردًا رئيسيًا للنقد الأجنبي، إذ بلغت صادراتها حوالي 11 مليار دولار في عام 2022. كما احتلت المغرب المركز الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا في صناعة السيارات، والمركز الثاني بعد الصين في تصدير السيارات منخفضة التكلفة إلى أوروبا.

في المقابل، تسعى مصر، التي كانت في مقدمة صناعة السيارات منذ ستينيات القرن الماضي، لتعميق التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات المباشرة، لكنها تواجه صعوبات في رفع معدلات الإنتاج.

بداية الصناعة

بدأت صناعة السيارات في المغرب أوائل التسعينيات مع برنامج تشجيع الاستثمار الأجنبي، حيث أُقيم مصنع رينو في طنجة. بينما في مصر، بدأت الصناعة مع مصنع النصر للسيارات، الذي واجه معوقات أدت لتراجع مكانته.

ازدهار مقابل تقلص

على مدى أكثر من 25 عامًا، استقطب المغرب العديد من الشركات العالمية مثل "فولكس فاجن" و"بيجو". في عام 2012، أطلق المغرب استراتيجيات جديدة لتصبح مركزًا رئيسيًا في إفريقيا.

بالمقابل، تأثرت الصناعة المصرية بتغيرات سياسية واقتصادية، ما أدى إلى تراجع نموها حتى عام 2015، ومع ذلك استمرت التحديات في التأثير عليها.

القدرة الإنتاجية

بلغت القدرة الإنتاجية لصناعة السيارات في المغرب حوالي 700 ألف وحدة سنويًا في عام 2020، مع توقعات بزيادة هذا الرقم إلى 1.5 مليون وحدة بحلول عام 2025. بينما كانت مصر تستهدف إنتاج 500 ألف سيارة بحلول عام 2022، لكن توقف العمل على الاستراتيجية وظهور جائحة كورونا عرقل تحقيق هذا الهدف.

بناء مناطق صناعية متخصصة

أنشأت الحكومة المغربية مناطق صناعية متخصصة، مثل المنطقة الحرة في طنجة، ما سهل على الشركات الكبرى إنشاء مصانعها. في مصر، لا توجد مناطق مشابهة بنفس الكفاءة، رغم تطوير بعض المناطق.

توطين الصناعة

تعمل الحكومة المغربية على تشجيع الشركات المحلية لتوفير مكونات السيارات، بينما تسعى مصر لتعميق الصناعة وزيادة المكون المحلي، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب بعد.

الشركات العاملة

تضم صناعة السيارات المغربية شركات عالمية مثل رينو وفولكس فاجن، التي تُعد من أكبر المنتجين في البلاد. في مصر، هناك مصانع لشركات مثل جنرال موتورز ونيسان، لكن الإنتاج لا يقارن بمعدلات المغرب.

التحديات

تواجه صناعة السيارات في المغرب تحديات مثل المنافسة العالمية والحاجة لتدريب متخصص. بينما تعاني مصر من تحديات اقتصادية وسياساتية تحتاج لمعالجة شاملة.

الخطط المستقبلية

تعمل المغرب على استراتيجيات جديدة لتطوير صناعة السيارات الكهربائية، مستهدفة تحقيق 30% من الإنتاج بحلول عام 2030. في المقابل، وضعت مصر خطة لجذب الاستثمارات الأجنبية، لكنها لم تحقق نتائج ملموسة بعد.

الإنجازات

أشاد المركز المصري للفكر بالدور المتزايد للمغرب في صناعة السيارات، حيث أصبحت أكبر منتج في شمال إفريقيا. بينما لم تصل مصر إلى نفس المستوى من النجاح، رغم وجود تحسينات.

القاعدة الصناعية

تضم المغرب نحو 250 مصنعًا للسيارات، توفر حوالي 220 ألف فرصة عمل. بينما تواجه مصر صعوبات في توفير وظائف جديدة في هذا القطاع.

مستقبل صناعة الطيران

برزت المغرب أيضًا في صناعة الطيران، حيث حققت صادرات القطاع 1.3 مليار دولار في النصف الأول من 2024. في المقابل، لا تزال صناعة الطيران في مصر في مراحلها الأولى.

جغرافية مصر كفرصة

تؤهل جغرافية مصر لتكون مركزًا لصناعة السيارات، بفضل موقعها الاستراتيجي. بينما يمتلك المغرب موقعًا جيدًا، إلا أنه أقل تأثيرًا في الربط التجاري.

البيئة الاستثمارية

تعمل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على توفير بيئة استثمارية مناسبة، بينما يحتاج المغرب لتحسين بيئته الاستثمارية.

التوجهات التجارية

تسعى الحكومة المغربية لتوسيع صادراتها، بينما تسعى مصر لتعزيز صادراتها عبر اتفاقيات التجارة الحرة.

ما الذي تحتاجه مصر لمواكبة المغرب؟

تحتاج مصر لبنية تحتية ملائمة لصناعة السيارات، مثل المناطق الاقتصادية الحرة والموانئ والمطارات. كما كثفت الحكومة المصرية جهودها لتحسين البيئة الاستثمارية وتذليل العقبات. الهدف هو استقطاب أكبر عدد من مصنعي السيارات والمستثمرين في الصناعات المغذية.