كرسيدا التي صنعت تويوتا بسببها سيارات لكزس الفخمة
سيارة تويوتا كرسيدا كانت من أكثر السيارات انتشاراً في الثمانينيات ، وفي هذه الحقبة الزمانية كانت هي السيارة الأكثر مبيعاً من بين سيارات تويوتا وخاصة بين أفراد الطبقة الوسطى ، وفيما يعزو المحللون هذا النجاح الكبير الذي حققته سيارة كرسيدا إلى أنها تجمع بين المواصفات التي تتوقعها في سيارة سيدان فاخرة من جهة وبين محرك رياضي من جهة أخرى ، سنحاول اليوم أن نستعرض اليوم في هذا المقال على موقع عرب جي تي الأسباب التي كانت وراء شعبية كرسيدا والتي ما زالت تحتل مكانة مميزة حتى اليوم لدى الجمهور .
فعلى الرغم من أن جنون الكرسيدا توقف مع تقديم علامة لكزس التجارية عام 1989 ن إلا أن كثيرين يشعرون بأن السيارة لم تنل حقها ويعتبرها آخرون إحدى أكثر السيارات نجاحاً وتميزاً من بين السيارات التي أنتجتها الشركة اليابانية في تاريخها .
تاريخ تويوتا كرسيدا
أحب الزبائن سيارة تويوتا هذه لأنها كلنت مصنوعة بإتقان ، وكانت تتمتع بمحرك رياضي مع إحساس السيارات الفارهة كما أن سعر كرسيدا كان مقبولاً ، كل هذه العوامل في الحقيقة ساهمت في منح كرسيدا هذه المكانة المميزة .
بدأ تصنيع الجيل الأول من كرسيدا عام 1976 وتم تصديرها في العام التالي إلى الأسواق العالمية ، وحققت السيارة نجاحاً كبيراً وخاصة في أسواق منطقتنا العربية وفي السوق الأمريكي ، حيث كانت السيارة تُسوق باعتبارها “أفضل سيارة جديدة في السوق خالية من المشاكل والعيوب”
ويشار عزيزي القارئ إلى أن تويوتا كرسيدا كانت في الحقيقة عبارة عن سيارة تويوتا مارك 2 ولكن بتصميم مختلف واسم جديد ، حيث تمت إعادة تسميتها لأسواق أمريكا والأسواق العالمية ، وكانت السيارة مليئة بالميزات الفاخرة التي لم تكن سيارات تويوتا قد احتوتها من قبل. حتى ان اسمها مأخوذ من مسرحية ويليام شكسبير ، Troilus و Cressida لإضفاء لمسة من الفخامة .
وكانت سيارة السيدان المتوسطة الحجم والراقية تتمتع بميزات قياسية كانت تعتبر غير عادية في ذلك الوقت – ميزات مثل تكييف الهواء ، وجهاز استريو كاسيت ، ومزيل صقيع للنافذة الخلفية ، ومقاعد أمامية مائلة.ولتكمل تويوتا قائمة التميز استحوذت تويوتا على محرك أفضل سياراتها – المحرك ذو الستّ اسطوانات من سوبرا – ووضعته في هذه السيارة . وكانت النتيجة سيارة قوية وهادئة احتلت مقدمة سوق السيارات الفاخرة الأمريكية والعالمية .
وهو أمر مفهوم ،خاصة وأن هذه السيارة جعلت قيادة السيارات الفخمة متاحاً أمام الجميع ما رفع المبيعات بدرجة كبيرة ، ولكن للأسف لم تبق السيارة لفترة طويلة ، وذلك لأن تويوتا انتبهت إلى أن الجمع بين المواصفات الرياضية والفخامة كان المعادلة السحرية التي تحقق المبيعات ، وبدلاً من أن تطبق هذه المعادلة على موديل واحد قررت الشركة اليابانية أن تطبق هذه المعادلة على خط إنتاج جديد مع سيارات جديدة وعلامة تجارية جديدة وهكذا ظهرت علامة لكزس والتي كانت سيارة لكزس ال اس 400 الفخمة هي أولى موديلاتها ونجحت تويوتا ببيع السيارة بسعر فخم أيضاً.
لذلك وعلى الرغم من أن سيارة كرسيدا ولكزس ال اس 400 التي تم إطلاقها عام 1989 كانتا تباعان جنباً إلى جنب إلا أن الأمر لم يدم طويلاً قبل أن تتخذ تويوتا القرار المحزن بإيقاف إنتاج سيارتها المحبوبة الرخيصة لصالح التركيز على العلامة التجارية الجديدة لكزس .
محرك كرسيدا
كما ذكرنا سابقاً عزيزي القارئ فقد حصلت سيارة تويوتا هذه على نفس المحرك المستخدم في سيارة تويوتا سوبرا وهو محرك 6 سلندر سعة 2.5 لتر ، وكان هذا المحرك هو الذي صنع الفارق الحقيقي بين سيارات كرسيدا وباقي السيارات من نفس الفئة. للتوضيح ، كان هذا المحرك قادراً على التسارع من صفر إلى 60 ميل/س (97 كم/س) في 8.5 ثانية ، وبالطبع فقد كان هذا الرقم يعتبر سريعاً جداً في تلك الفترة ، لا تنس أننا نتحدث عن الثمانينات وعن سيارة سيدان لا سيارة رياضية ، بل وسيارة مليئة بمواصفات الرفاهية
فعند الصعود إلى داخل كرسيدا، ،كان يمكن للسائقين العثور على ميزات فاخرة لم تكن متوفرة في العديد من السيارات خلال الثمانينيات. بينما كانت تأتي كرسيدا بشكل قياسي مع التحكم التلقائي في المناخ ، والنوافذ الكهربائية ، وأقفال الأبواب ، ونظام منع السرقة ، وحتى أنها أعطت السائقين إمكانية الاختيار بين فرش مخملي أو فرش من الجلد للمقاعد .
العثور على كرسيدا اليوم ليس بالمهمة السهلة ، والأسعار آخذة في الارتفاع ، خاصة بالنسبة للموديلات القديمة، حيث بدأت السيارة الآن بالتحول إلى سيارة كلاسيكية يتنافس عليها هواة تجميع وقتناء السيارات ، ولكن والحمدلله كان لزميلنا صهيب شعشاعة فرصة تجربة واحدة من هذه السيارات الأيقونية في إحدى حلقات برنامج سبيشال كار ،